قصص الأنبياء | قصة هاروت وماروت | قصص الملائكة

قصص الأنبياء, موضوعنا اليوم غريب... ملائكة وسحر وفتاة وعذاب. قصة اليوم اثارت جدلاً واسعاً عبر العصور. ملكان منزلان وظيفتهما السحر. قصة اليوم هي أقرب للخيال ولكنها حقيقية.

مَلكين قصتهما مذكوره في القرآن الكريم وفي كل الديانات... والروايات صادمة وبعضها أكثر صدمة.

فما هي قصتهما؟ وقصة الفتاه التي شكلت حدثا مفصليا. وما قصة بئر بابل وهل حقا لا يزالان في عالمنا حتى يومنا هذا؟ ام عادا الى السماء؟

لقد سمعنا الكثير من القصص عن الملائكة وعلاقهتا بالأنبياء, وفي بعض الأحيان بالبشر. ايضا سمعنا قصص كثيرة عن نزول ملائكة إلى الأرض لغايات مختلفة.

كنزولهم على الأنبياء لينقلوا تعاليم الله عز وجل. او نزولهم لقبض الأرواح عند الممات وفي حساب القبر... وغيرها.

ولكن موضوعنا اليوم قد تكون تعرفه, والبعض قد يكون مر عليه مرور الكرام, والبعض الآخر لا يعرفه.

قصص الأنبياء

من هم هاروت وماروت؟

هاروت وماروت هما المَلكَان اللذان يثيران حيرة المفسرين والرواد والباحثين إلى يومنا هذا. هما ملكان انزلهما الله تعالى الى الارض. وبالتحديد الى مدينة بابل بحسب الديانات السماوية واغلب الديانات الاخرى التي ذكرت قصتهما.وقد ارتبط اسمهما بالسحر وتعاليمه.

زمن نزولهما

من غير المعروف على وجه التحديد زمن نزول هذين المَلكَين. ولكن بحسب اغلب المفسرين. كان نزولهما في فترة مابعد وفاة نبي الله سليمان عليه السلام, لغاية محددة سنذكرها في سياق قصتنا.

وقيل ايضا ان هذين الملكين نزلا بعد رفع نبي الله ادريس الى السماء.

الديانات السماوية التي ذكرت هاروت وماروت

الديانة اليهودية

كما ذكرنا أن قصة هاروت وماروت تناولتها الديانات السماوية وغير السماوية. ومن ابرز هذه الروايات الرواية اليهودية التي ذُكرت في التَّلَمُود ولا سيما في مِدراش يَلكوت.

حيث ذكرا هذان الملكان باسمي شَمْحَزاي وعَزائيل اوعَزازيل. تقول الرواية اليهودية ان الملائكة لما رأت ما يصعد الى السماء من أعمال بني آدم غضبوا, وطلبوا من الله عز وجل ان يسلطهم على الارض.

فكان جوابه تعالى انكم اذا نزلتم إلى الأرض, فسوف تستولي عليكم شهواتها. فطالب منه الملكان ان ينزلا إلى الأرض, ويسكنا فيها ليقدسوا اسم الله عز وجل.

نزول هاروت وماروت إلى الأرض

فلما نزلا المَلَكان إلى الأرض, سبحا ومجدا وعبدا الخالق تعالى. إلى ان ارتكبوا المعاصي الكبرى بسبب فتاة رائعة الجمال. واسمها في التَّلَمُود اَسْتير. وفي اللغة العربية الزُهْرَه.

تذكروا أصدقائي هذا الاسم جيداً. فهو مرتبط بمعلومات صادمة سنذكرها خلال قصة اليوم.

ملائكة علموا البشر بعض الحِرَف

الجدير بالذكر ان العديد من الكتب اليهودية تذكرعدداً من الملائكة الذين سكنوا الأرض وعلموا اهلها بعض الحِرَف.

فقد ذكر سَفَر أخْنوخ الأول ان عزازيل علم البشر كيفية صناعة الدروع والتروس والخناجر. كذلك مواد التجميل لإغواء بني آدم.

اما شَمْحزاي فعلمهم طرد الأرواح الشريرة. والمَلَك اراروس علمهم كيفية نطق التعاويذ السحرية.

والملائكة بَراكِيل وكُوكْبيل وعَزْقيل وسِمْسَاويل وسِرْبيل فتولوا تعليم علوم التنجيم وعلامات الأرض والشمس والقمر. لغرض معرفة المستقبل. هذا ما ذكر في الروايات اليهودية.

الدين الإسلامي

أما بالنسبة للدين الإسلامي والقرآن الكريم. فقد ورد ذكرهاروت وماروت في سورة البقرة في قوله تعالى:

﴿ وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ ۚ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ۚ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾

سبب نزول هذه الآية

يقول ابن كثير في تفسيره لهذه الآية القرآنية المباركة, ان يهود المدينة كانوا لا يسألون النبي محمد صلى الله عليه وسلم عن شيء في التوراة, إلا وأجابهم.

فلما سألوه عن السحر, نزلت هذه الآية ولما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم نبي الله سليمان عليه السلام. قال يهود المدينة ألا تعجبون لمحمد؟ يَزعم ان ابن داوود كان نبيا؟ والله ما كان إلا ساحراً يركب الريح. فأنزل الله هذه الآية ليكذبهم ويبرئ نبي الله سليمان من افتراءاتهم.

تفسيرات أخرى لهذه الآية

المفسرون انقسموا الى قسمين. قسم استنبط تفسير هذه الآية من التلمود اليهودي. ومنهم من رفض الرواية اليهودية رفضاً قاطعاً. لأنها تتعارض مع مفهوم عِصْمَة الملائكة في الإسلام.

الربط بين هاروت وماروت ونبي الله سليمان

أما الرافضين للرواية اليهودية فهم يربطون بين نزول هاروت وماروت إلى الأرض وبين نبي الله سليمان عليه السلام.

حيث أورد ابن كثير والطبري وغيره.. انه لما سُلِب نبي الله سليمان عليه السلام ملكه بسبب مرضه الشديد, وعدم قدرته على إدارة شؤون مملكته. بدأت الشياطين بالصعود إلى السماء ليستمعوا الى كلام الملائكة. ثم يعودون أدراجهم إلى الأرض, ليخبروا الكهنة بما سمعوا. والذين بدورهم كانوا يخبرون الناس بما سيحدث ليدعوا قدرتهم على معرفة الغيب والمستقبل.

كتابة الشياطين لكتب السحر

وكانت الشياطين تكتب السحر في غيبة سليمان عليه السلام. ويعنونها ب (هذا ما كتب آصِفْ بن بَرْخِيا عن سليمان بن داوود من ذخائر كنوز العلم).

وآصِفْ بن بَرْخِيا بحسب اغلب المؤرخين هو من احضر عرش الملكة بَلقيس إلى الملك سليمان بطرفة عين. كما قال العلماء انه الذي عنده علم من الكتاب.

قال تعالى في سورة النمل:

( قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ )

لما استعاد سليمان عليه السلام مُلكه, جمع كل هذه الكتب ووضعها في صندوق, ودفنها تحت كرسيه. ولم يقترب أحد من الشياطين من الكرسي إلا وأحترق.

موت سليمان وتكفير ابليس له

فلما مات سليمان عليه السلام وقل عدد العلماء الذين عرفوا ماذا فعل سليمان بكتب السحر. وبعد مضي جيل وولادة جيل آخر, تمثل الشيطان بهيئة إنسان إلى جماعة من بني اسرائيل, وأخذ يوسوس لهم بأن سليمان لم يكن نبيا, بل كان ساحراً والدليل هو الصندوق الذي تحت كرسيه.

عاود ابليس الملعون المحاولة مرارا وتكرارا, بعد رفض بني اسرائيل تكفير سليمان عليه السلام في بادئ الأمر. ولكن إستمر إبليس بإغواءهم حتى حفر جماعة منهم تحت الكرسي واخرج الصندوق.

فأشاع ابليس بين الناس ان سليمان كان ساحراً. وكانت النتيجة كثرة السحرة الذين تتلمذوا على يد الشياطين, وادعوا النبوة والغيب, وان سحرهم هو معجزة النبوة.

الفرق بين السحر والمعجزة

نتيجة لإنتشار السحر بين بني اسرائيل انزل الله عز وجل الملكين هاروت وماروت ليعلمان الناس السحر, ويفرقا بين السحر والمعجزة.

وبين الله تعالى في القرآن ان أقصى ما يعلمانه هو التفريق بين الزوجين. ولا يتم ذلك إلا بمشيئة الله تعالى.

وكانوا يحذرون المرء بأنه فتنة وابتلاء من الله تعالى والقصد من ذلك هو تعليم السحر. ليبينوا للناس ان سليمان عليه السلام لم يكن ساحرا, بل كان نبيا من الله تعالى.

والدليل معجزاته التي هي ابعد ما تكون عن السحر الذي يمكن ان يتعلمه الانسان العادي. اما المعجزة فهي من خصائص النبوة.

تفسيرات لعلماء مسلمين تتقابل مع التفسيرات التلمودية

هناك تفسيرات اخرى لعلماء مسلمين تتقابل بشكل ما مع الرواية اليهودية التلمودية. وورد في هذه التفسيرات لابن عمران كعب الاحبار, ان الملائكة تعجبوا من عصيان البشر في الأرض.

فأمرهم الله عز وجل ان يختاروا من ينزل إلى الأرض, وتركب فيه الشهوه كي ينظروا ايطيعون ام يعصون. فاختاروا نزول هاروت وماروت إلى الأرض.

هاروت وماروت على الأرض

نزلا هاروت وماروت إلى الأرض ,يعبدون الله ويسبحونه حتى اتتهم الزُّهْرَة تلك الفتاة الجميلة, فتعرضت لهما حتى اغوتهما.

اغواء الزُّهْرَة لهاروت وماروت

كما ذكرنا سابقا ان الرواية اليهودية تحدثت عن نزول الملكين شَمْحَزاي وعَزائيل او عَزازيل إالى الأرض, وصولاَ إلى لقائهم مع استير او الزُّهْرَة.

تقول الرواية اليهودية ان هذه المرأة رائعة الجمال اخْتَصَمَت إلى الملكين, فانبهروا بجمالها وحاولوا مراودتها عن نفسها, فلم تقبل.

وطلبت منهما ان يعلمها الاسم اللذان يصعدان به إلى الفضاء, فلم يقبلا. فطلبت منهما ان يعبدا الأصنام مقابل ان تسلمهما نفسها فرفضا.

ثم طلبت منهم قتل طفل كان معها, فرفضا ايضا قتل نفس بريئه. فطلبت منهما ان يشربان الخمر. فقال لبعضهما انه أهون الشرور.

فلما شرباه, عبدا الأصنام ووقعا عليها, ورأهم بهذه الحالة غلام مار, فقتلاه خوفا من الفضيحة.

وفي غُمْرة سُكرهما, افصحا للزُّهْرَةِ عن اسم الله الأعظم, فذكرته و صعدت إلى السماء.

وفي روايه اخرى انها لم تسلم نفسها إلى الملكين وصعدت إلى السماء بعد ان عرفت اسم الله الاعظم, وكثواب لها وبسبب حفاظها على نفسها وضعها الرب بين الكواكب السبعة كي لا ينساها البشر.

مسخ زُّهْرَة إلى كوكب

هناك رواية يهودية أخرى تقول ان هذه المرأة نسيت الإسم الذي تهبط به فمسخها الرب إلى كوكب.

والبعض الآخر يقول ان مسخها إلى كوكب كان عقاب لها على اغوائها الملكين, ونحن هنا نتحدث عن كوكب الزُّهْرَة. هذا ما ذكر في الرواية التلمودية.

رأي الإسلام في قصة زُّهْرَة مع هاروت وماروت

اما بالنسبة للرواية الإسلامية التي طالما اعتقدت ان هذه الرواية لا وجود لها في التاريخ الاسلامي. حيث ان المعتقد الراسخ في الإسلام يقضي بعصمة الملائكة وتنزيههم عن المعاصي.

إلا انه تم ذكرها عند كبار العلماء والمفسرين. حيث تقول الرواية الإسلامية ان زُّهْرَة هذه كانت ملكة من الفرس وقد اختلفوا بسبب مسخها الى كوكب.

فرقه تقول بسبب اغوائها للملكين بدون صعودها إلى السماء. وان هذين الملكين تشفعا بالنبي ادريس عليه السلام بعد ان اذنبا.

اما الفرقة الأخرى فتقول ان الزُّهْرَة لم تسلم نفسها الى الملكين حتى يعلمها اسم الله الاعظم. فقال احدهما اعلمها فرد الاخر اني اخاف الله. فقال الذي أراد اعلامها فأين رحمه الله؟ ثم علماها الاسم فتكلمت به وصعدت الى السماء فمسخت كوكبا.

ماذا حدث لهاروت وماروت؟

 اما بالنسبه لما حدث للملكين هاروت وماروت فهناك روايتين لواقعتها هاروت وماروت. احداهما هي الرواية التلمودية التي استنبط منها بعض المفسرين الاسلاميين تفسيرهم. تقول هذه الرواية بأن الملكين أذنبا. 

والرواية الاخرى تنص على ان نزول الملكين إلى الأرض كان لقضاء مهمة باذن الله تعالى.

بالنسبة للرواية التي ترفض معصية الملكين بحكم عصمتهم فلم يزد المفسرون عن الآية القرآنية شيئا بل اكتفوا بتفسير سبب نزول الملكين.

ومن المعروف ان الملائكة تعود إلى السماء بعد قضاء مهمتها على الارض. كملك الموت عزرائيل وملك الوحي جبرائيل.

اذا على الأرجح وبأغلب الآراء ان الملكين عادا الى السماء بعد قضاء مهمتهما والله تعالى اعلم.

رأي غريب للتلمودية

ولكن ما ذكر في الرواية التلمودية والتفسيرالاسلامي القريب منها حقا شيء غريب. تقول الرواية التلمودية انه بعد ان عصى الملكان اوامر الله عز وجل, فقدا كل صفاتهما الملائكية وحبسا في الارض كسائر البشر.

واتخذا زوجات جميلات وولدا ولدين, هواء وهياء,اي هو وهي. كما ان بعض المصادر ذكرت ان ترجمة الاسمين هو هيلا هوب.

وقد قضيا مع نسليهما في طوفان نوح عليه السلام.

الرواية الاسلامية

الرواية الاسلامية نصت على معصية الملكين تقول, انه بعد ان افاق الملكان من سكرهما, دهشا من معصيتهما وندما ندما شديدا. واخذا يتوسلان الى الله عز وجل ان يصفح عنهما.

فخيرهما الله تعالى بين عذاب الدنيا وعذاب الاخره. فاختارا عذاب الدنيا كي ينالا مغفرة الله تعالى في الاخره.

يضيف بعض المفسرين على هذه المعلومة, انه لما افاق الملكان من سكرهما حاولا الطيران باستخدام الاسم المقدس. فلم يستطيعا فعرفا انهما اذنبا. فتشفعا بنبي الله ادريس عليه السلام الذي رُفع الى السماء فقال لهما اختاروا بين عذاب الدنيا وعذاب الاخره, فاختارا عذاب الدنيا.

ما هو عذاب الملكين هاروت وماروت

وقد كان عذاب الملكين ان تم ربطهما بزناجير اي بسلاسل حديدية ثقيلة وهما منكسا الرأس. بمعنى ان أرجلهما كانت إلى الأعلى ورأسهما إلى الأسفل, في بئر ماء في مدينة بابل, ودخان الأرض كله يجتمع في البئر فيضرب اعينهما وهما عطشا,والماء امامهما ولا يستطيعان الشرب.

وبحسب هذه التفسيرات والروايات ان عذاب الملكين على هذه الحالة وفي نفس البئر مستمر حتى يومنا هذا وإلى يوم القيامة.

وكما ذكرنا سابقا فان قصة هاروت وماروت ذكرت بالديانات السماوية. حيث انها فصلت في الديانة اليهودية والاسلامية. اما في الديانة المسيحية فيوجد لها تلميح بالملائكة الساقطة المعذبة بسبب عصيانها. وذلك في الرسائل في العهد الجديد المسيحي.

ديانات أخرى ذكرت الملكين

من اللافت للنظر ان هذين الملكين ذكرا في الديانات الأخرى مثل الأرمينية, والكتب الهندية القديمة, والزرادشتية.

المؤرخين الأرمن

فبحسب المؤرخين الأرمن, ان الأرمن القدامى كانوا يعبدون الهين اسمهما باللغة الأرمنية, هُوروت و مُوروت. حيث يعتقدان ان هُوروت و مُوروت هبطا من السماء ومالا إلى التناسل. واعتقدا ايضا ان هذين الروحين يتحكما في الرياح. لذلك هما يساعدان الأرض على انبات المحصول واخراج الثمار بتسخيرهمل للرياح التي كانت تسوق الأمطار.

الكتب الهندية القديمة

في الكتب الهندية القديمة وبالأخص كتاب المَاهابَهَارَاتا وهو كتاب مكتوب باللغة السَانْسْكْريتية القديمة. ذكر هذا الكتاب روحين اسمهما سِنْد وابْسِنْد. نالا في الزمان القديم من الاله بَرْاهما فضلا بسبب تقشفهما وزهدهما. فتسلطا على الأرض والسماء واستوليا عليها.

فخاف الإله من ان يأخذا ملكه فخلق حورية اسمها تُولوتْما, استطاعت بجمالها وحيلتها اقاع العداوة والبغضاء بين الروحين, حتى قتلا بعضهمها.

فكافأها بَرْاهما وقال لها ستحطين بجميع الدنيا التي تشرق عليها الشمس ولا يمكن لأحد ان يفتح عينيه فيك, لعظيم أشعة بهائك.

الزرادشتية

عند الزرادشتية فإن الموسوعة البريطانية, تقترح ان اصل الاسمان هاروت وماروت, مشتق من اسمين من رؤساء الملائكة او الكائنات الطيبة السبعة او الستة الخالدة المحيطة بأهوارامزدا إله الخير في الأساطير الزرادشتية.

وهما كل من هورواتات والتي تعني القداسة. واميريتات والتي تعنى الخلود.

هذا ابرز ما ذكر عن قصه الملكين هاروت وماروت. والتي ما زالت الى يومنا هذا تثير حيرة المفسرين والمؤرخين. والعلم اليقين عند الله تعالى وحده.

فما رايكم اي التفاسير التي قدمناها يمكن ان تكون صحيحة. وهل تعتقدون ان هذين الملكين مازالا محبوسين على ارضنا هذه وبيننا, في بئر موجود فيما تبقى من مدينة بابل القديمة ينتظرون خلاصهم يوم القيامة؟

الدروس المستفادة

اما بالنسبة للدروس المستفادة من هذه القصة, فاهمها ان الله عز وجل حرم السحر وجعله محرما. لدرجه انه انزل عز وجل ملكان ينصحان الناس ويعلمانهم خطوره السحر بكل انواعه واهدافه.

كما تذكرنا ايضا بان الله عز وجل لم يخلق فتنه اشد من فتنه النساء, مصداقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:

ما تركتُ بعدي فتنةً أَضَرَّ على الرجالِ من النساءِ

ففتنه النساء فتنه عظيمه كما اخبرنا الله تبارك وتعالى ايضا بقوله في سوره ال عمران:

﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ۗ ذَٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ﴾

فتأتي شهوة النساء على راس الشهوات التي زينت للانسان.