أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

حديث شريف | تفسير | حديث شريف عن بر الوالدين

حديث شريف, أهلا بكم اخواني واخواتي في هَدي رسول الله في وصيته بالوالدين, خصوصا عند الكِبَر.

حديث شريف | تفسير | حديث شريف عن بر الوالدين

حديث الشريف

عن أبي هُريرة رضي الله عنه أن النبي صل الله عليه وسلم قال: رَغِمَ أنْفُ، ثم رَغِمَ أنْفُ، ثم رَغِمَ أنْفُ من أدرك أبويه عند الكِبر، أحدهما أو كِليهما فلم يَدخُل الجنة.

تفسير الحديث الشريف

رَغِمَ أنْفُ

 أي صار أنفه في التراب اذا ادرك أب في حالة الكِبر والشيخوخة, اوأم في حالة الكِبر والشيخوخة. واحد منهما أوكليهما ولم يلزم الباب.

عليك ان تبذل ما في وسعك لأن ذلك هو باب الجنة.

والدُعاء رَغِمَ أنْفُ أي أدعو الله ان يصير أنفه في التراب ذليلا إذا أدرك أبويه أو واحد منهما ولم يُحسن إليهما حتى يكون الإحسان سببا في دخول الجنة.

من أدرك أبويه عند الكبر أحدُهما أو كلاهما فلم يدخل الجنة

الوالد الكبير في السن دائما ما يحتاج رعاية أكثر من الوالد الشاب. وهذا هو باب واسع لدخول الانسان للجنة ومزيد للتقرب إلى الله تعالى.

فكلما كانت المشقة والتعب أكبر كلما عظُم الأجر وكان أكبر.

ولهذا قال النبي ﷺ لما عظمت المشقة من أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أو كلاهما فلم يدخل الجنة ، هذا سبيل لدخول الجنة ، وهذه غنيمة عظيمة جدًّا. 

فعلى الإنسان أن يستغلها ، لا أن يشعر أن هذا الوالد لربما يكون عبئاً وشغلاً شاغلاً يشغله ويقطعه عن حاجاته ومصالحه ، هذه أعظم الحاجات والمصالح.

فهذا أفضل لك من قيام الليل وصيام النهار ، تسهر عنده تجلس معه ساعة تباسطه فيها أفضل لك عند الله- عز وجل- من قضاء هذه الساعة في ركعات تركعها.

وصية الله بالوالدين

لقد تَكررت هذه الوصية في القرآن والسنة وفي عمل الصحابة وفي سلوك المسلمين.

الدليل من القرآن الكريم

قال الله تعالى: وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24) 

تفسير الآية الكريمة

وَقَضَىٰ رَبُّك

بمعنى انه حَكم وألزم, كأن هذا أمر قد قَضى به القضاء.

أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ

فليكن قلبك مؤمن بالله, مؤمن بالقضاء, مؤمن بالقدر.

وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا

احسنوا اليهما احسانا.

إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ

كأنك انت اصبحت المسؤل عنهم وقد اصبحوا في رعايتك, فعنما كنت صغير كانوا هم يرعوك, وعندما اصبحا كبيران صاروا عندك انت.

أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا

الأب او الأم او كلاهما معا.

فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا

لَا تَنْهَرْهُمَا بالضَجْر او بالسَب او بالشَتم.

وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا

قَل لهما قولا لطيفا جزاء الشُكر والرعاية والعناية.

وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ

معاملة حسنة مثل الطائر الوديع لا خوف من المحكمة ولا من كلام الناس, ولكن من الرحمة.

وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا

ادعوا لهما بالرحمة والمغفرة كما احسنا تربيتك.

اذا كان الابن صالحا وهَفا بلسانه هَفوة, وطَلب المغفرة, فإنه كان للأوابين غفورا, أي الله يغفر لك.

ينبغي ايضا للأب والأم ان يعرف معنى صراع الأجيال. رحم الله امرءً أعان ابنه على بِره.

أيتها الأم وأيها الأب, انت لست ملِكا ولست معصوما من الخطأ, علموا ابنائكم فإنهم خُلقوا في زمان غير زمانكم, تعود ان تصفح وتغفر وتعفو, حتى تستديم العشرة من ابنائك لك. 

ولابد ان يعلم الأبناء ان رضاء الأب والأم فريضة. من اصبح مُرضيا لولديه اصبح وله بابان مفتوحان في الجنة, باب لانه ارضى أمه وباب لانه أرضى أبوه.

وان أمسى فمثل ذلك, اي يُفتح له بابان في الجنة.

وان كان واحدا فواحدا, اي ان أرضى واحد فقط فيُفتح له باب واحد فقط.

حتى وان أساء الأب فأنت مسئول على ان تَبلع هذه الاساءة, وأن تُقبل يداه وتُقبل قدمه, وان تقول له سامحني أنا محتاج إلى رضاك, وهذا لا يُعتبر ذل ولا مسكنة.

من أصبح مُغضبا لوالديه أصبح وله بابان مفتوحان إلى النار, باب لأنه أغضب أبوه وباب لأنه أغضب أمه, وإن واحدا فواحدا.

أيها الأبناء تَعِس ولدٌ ادرك ابويه عند الكبر ولم يدخل الجنة.

تعليقات