الصلاة, الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله محمد صلى الله عليه و سَلم.
اليوم سوف نشرح لكم بِبَيان عملي الطريقة الصحيحة للصلاة, حتى يتعلم أبنائنا وبناتنا الصلاة الصحيحة إن شاء الله تعالى, طبعاً الكل يعلم مكانة الصلاة وقيمتها في الإسلام.
الصلاة بِشَكل صحيح
طَهَارة البَدن
لابد أولا قبل البدء في الصلاة أن تكون طاهر البَدن,
طاهر الثَوب, طاهر المكان, مُستَقبِلا القِبْلَة.
سَتر العَورة
أيضا لابد من سَتْر العَورًة, بمعنى أن تغطي المرأة جسدها كله حتى ظهور قدميها, من الأفضل ان يكون مستور ظاهر القدمين.
أيضا ابنائنا الشباب في بعض الأحيان يلبسون مثلا تيشيرت قصير وقد يكون أعزكم الله بدون مثلا ملابس داخلية, فعندما يَرْكَع يظهر نصف ظَهرة, وهذا لا يجوز يجب أن يستر الإنسان نفسه.
ومن الأفضل أن يلبس مَلْبَس فَضْفاض حتى يشعر بالراحة أثناء الصلاة.
فإذا وقفت إلى الصلاة وإستقبلت القِبْلَة, لابد أن تُوسِع بين قدميك بإتساع الكتفين, من دليل فِقه الرجل أن يُوسِع بين قَدَميه, أما المرأة فتضم بين قدميها.
الدخول في الصلاة
بعد إستقبال القِبْلَة لابد أن تُكَبر, الله اكبر الله اكبر, أشهد أن لا إله إلا الله, أشهد أن محمد رسول الله,حي على الصلاة, حي على الفَلاح, قَدْ قامت الصلاة, قَدْ قامت الصلاة, الله اكبر الله اكبر, لا إله إلا الله.
ثُم النِيَة مَحَلها القلب, لا تتلفظ بالنِيَة, ثُم أُكَبر تَكْبيرة الإحرام.
تكبيرة الإحرام أن يكون كَف اليدين مُتَجِه للقِبْلَة والإبهمين يلمسان الأذن, و الإبهام بعيد عن الأصابع الأربعة, وتقول الله اكبر, ولابد من توضيح الكاف في الله اكبر.
ثم يضع يديه تحت صَدره وفوق سُرتِه, لا هي عند السُرة ولا هي فوق الصدر, لا تُصِلي مِثل المُقيد.
لابد أن تكون اليد اليُسرى من أسفل و اليد اليُمنَى من أعلى, ويكون إصبع السَبَابَة لليد اليُمنى على سَاعِد اليَد اليُسرى, وأصابع اليد الثلاثة الأخرى مُلتَفة حول الساعد.
دُعَاء الإستِفتاح
ثُم أَشرَع في دعاء الإستِفتاح, وتوجد صِيغ كثير لدُعاء الإستفتاح, للثَنَاء على الله عَز وجَل:"سٌبحانِك اللهُمَ وبحَمدِك, وتَعالى جَدُك, وتَقَدَسَت أسماؤك او وتَبارك اسمُك, ولا إله إلا أنت.
البَسمَلة
وبعدها أشرَع في الإستعاذة بالله من الشيطان الرَجيم سِراً, لا أتلَفظ بها, أما التَلفُظ يكون في إظهار البَسمَلة.
كان رَسول الله صَلى الله عليه وسَلم يَظهِرُها أحيانا ويُخفيها أحيانا, ولكن يَنطِقُها.
فهناك بعض الأئِمة لا يَذكر البَسمَلة نهائي, وهذه كارِثة, لابد من نطقها سواء جَهرا أو سِراً.
سورة الفَاتِحة
بعدها نَبدأ في قراءة سورة الفاتحة, وكان الرسول صَلى الله عليه وسَلم يَقرأها آيةً آية, وكان لا يُغمِض عينيه أثنَاء القِراءة, ولكن كان ينظر إلى موضِع سجودة.
ولابد أن يعلم الإنسان في هذا الوقت أنه يَقِف بين يد الله, بالتأكيد لله المثل الأعلى, مَثلا إذا وَقفت عند حَاكِم أو مَسئول فأنا أقِف في حالة أدب وإحترام, فما بالك وأنت تقف بين يَدي الله؟
بحيث تكون واقف بين خوف ورجاء, خوف أن لا تُقبَل الصلاة ورجاء أن تُقبَل, ويكون الرجاء هو الغَالِب.
فَبعد أن أُنهي سورة الفاتحة عِند آمين, لابد أن أقولها أنا بصوت واضح, ويقولها من يُصَلي وَرَائي بصوت واضِح أيضا.
واسكت سكتة لطيفة ما بين آمين وقراءة السُورة القصيرة, ثُم أبدأ في قراءة ما تيسر من القرآن الكريم, ثُم انتظر لَحظَة.
حَيث كان رسول الله صَلى الله عليه وسَلم يَنتظر بعد القراءة, حتى يَتراد نَفَسه, ثُم كان يُكَبر, يَرفع يده ويقول الله اكبر.
الرُكُوع
ثُم أشرَع في الركُوع بحيث تكون في وَضع 90 درجة, كَان صَلى الله عليه وسَلم إذا رَكَع إستقام ظَهرة, حتى ان أحد الناس وَضَع إناء من الماء فَوق ظَهره الشَريف, إستَقَر الإناء.
و تكون أصابع اليد اليُمنَي يَمين الرُكبًة, و أصابع اليد اليُسرى يًسار الرُكبًة, وإصبَع السَبابَة إلى أسفل, والإبهَمين في الناحية الأُخرى من الرُكبَة, وأقبِض على رُكبَتي.
بحيث تكون الرأس مُستوية, لا هي إلى أعلى ولا هي إلى أسفل, والنظر إلى أصابع القَدم.
وأقول
سُبحَان رَبي العَظيم ثَلاث مرات
وبعدها أقوم وأقول
سَمِع الله لِمن حَمِده, وأقول رَبَنا ولكَ الحَمد, أو رَبي و لكَ الحَمد, أو اللَهُم رَبَنا ولكَ الحَمد.
وهناك ايضا صِيغ كثيرة منها
حَمداً كَثراَ طَيباً مُبَاركاً كَما يُحِب رَبُنَا ويَرضى, اللهُم لا مانع لِمَا أعطَيت, ولا مُعطي لِمَا مَنَعت, ولا رَادَ لِمَا قَضيت, ولا يَنفَع ذَا الجَد مِنكَ الجَد.
هذه كلها كان يَصنَعها النَبي صَلى الله عليه وسَلم, وليست من الأركَان.
السجود
الرَكعَة الأولى
بعدها أهوي سَاجِداً, دون أن أرفَع يَدَي, فَينزِل الإنسَان على رُكبَتيه, ثُم يَضع يَديه على الأرض, وهنا الأصَابِع في السجود تكون مَضمومة ومُتجِهة إلى القِبلَة, و الإبهَام لِوَحده, وأطراف أصابِع القَدَمين مُتَجِهة إلى القِبلَة.
بعد النِزول بالقَدم واليَدين على الأرض, نَنزِل بالوجه على الأرض, و لابد أن تكون الجَبهة والأنف على الأرض, ويكون الوجه بين اليَدين.
و نقول
سُبحان رًبيَ الأعلَى, ثَلاث مَرات,ثُمَ الله اكبر وتقوم من مَوضِع السجود.
فإذا جَلَست فَرَشت قَدَمي اليُسرَى, و نَصبتُ قَدَمي اليُمنى, و أجلِس عَلى القدم اليُسرَى و هذا يُفَضل في سجود التَشهُد الأَخير, و هذا لِصَحِيح البَدن, أما من كان مريض وعِنده نَقرس أو أي مَرض آخر, هذا مُتَاح لَه أن يَجلِس عَلى رَاحَتِه, يكون الجلوس الصحيح كَما هو مُوضح بالصُورة.
أما بالنِسبَة لليَد, فتكون على الفَخذين والأصابِع على الرُكبَتين, كما كان يفعل النَبي صَلى الله عليه وسَلم.
ثُمَ يَسجد السَجدة الثانية, و يقول سُبحان رًبيَ الأعلَى, ثَلاث مَرات.
الرَكعَة الثَانية
ثُمَ الله اكبر, ويقف الإنسان, وتكون يَده كأنه يَعجِن في صَلاتِه أو تكون كف اليد مفرود ويقف, وهذه هي الرَكعَة الثَانية, ونفعل فيها كما فعلنا في الرَكعَة الأولى.
التَشهُد
فإذا انتهيت من الركعة الثانية, جَلَست للتَشَهد و نقول نَصف التَشَهُد فقط, وهذا إذا كُنت تُصلى الظُهر أو العَصر أو المَغرِب أو العِشاء, وتقول :
التحياتُ لله الصلوات والطيبَات, السَلام عليك أيها النَبي ورَحمة الله وبركاته, السَلام عَلينا وعلى عِبَاد الله الصَالِحين, أشهَد أن لا إله إلا الله, وأشهَد أن مُحَمَداً عَبدهُ ورَسُوله.
أما إذا كانت صلاة الفَجر أو الصُبح, أقول التَشَهد كاملا:
التحياتُ لله الصلوات والطيبَات, السَلام عليك أيها النَبي و رَحمة الله وبركاته, السَلام عَلينا و على عِبَاد الله الصَالِحين, أشهَد أن لا إله إلا الله, وأشهَد أن مُحَمَداً عَبدهُ ورَسُوله, اللهَم صَلي على مُحَمدٍ وعلى آل مُحَمد, كَمَا صَليت على اِبراهيم وعلى آلِ اِبراهيم, و بَارِك على مُحَمدٍ وعلى آل مُحَمد, كَمَا بَارِكت على اِبراهيم وعلى آلِ اِبراهيم, في العَالمين إنك حَميدٌ مَجيد.
أما إذا كانت صلاة الظُهر أو العَصر أو المَغرِب أو العِشاء, أُكْمِل الرَكعْتين الثالثة والرابعة وأقول باقي التَشَهد:
اللهَم صَلي على مُحَمدٍ و على آل مُحَمد, كَمَا صَليت على اِبراهيم و على آلِ اِبراهيم, و بَارِك على مُحَمدٍ و على آل مُحَمد, كَمَا بَارِكت على اِبراهيم و على آلِ اِبراهيم, في العَالمين إنك حَميدٌ مَجيد
حالة اليد أثناء التَشهُد
وهنا حَالة اليد في أثناء قِراءة التَشهد, يجوز أن يكون إصبَعى الخِنصَر و البِنصَر مَطويان, وإصبع السَبَابَةِ إما أن يكون مُستقيما أو مُنحَنيا قليلا, أو مُتحركاَ أو ثَابِتاً, أو يُرفَع في الإثبات أثناء قول أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن مُحَمداً عَبدهُ و رَسولُه.
تَستَعيذ بالله مِن فِتنَة المَحيا والمَمَات وفِتنَة القَبر وفِتنَة المَسيخ الدَجَال.
فَبَعد أن إنتهيت سواء في رَكعَتي الصُبح أو في أي صلاة, تُسَلم, وهذا عن طَريق تَحريك الرَقبة تجاة اليَمين وتقول ( السلام عليكم و رَحمةُ الله), وجهة اليَسار وتقول ( السلام عليكم و رَحمةُ الله), دون إنزال الرقبة إلى أسفل ما بين الحركتين.
الإنتهاء من الصلاة
هكذا تكون إنتهت الصلاة, ثُم بَعد الصلاة:
تستغفِر الله ثَلاثاً, وتقول أيضا اللهم أنتَ السلام ومِنكَ السلام, تَباركت وتَعاليت يا ذا الجلال و الإكرَام.
بعدها تَبدأ في قِراءة آية الكُرسِي, و تُسَبِح ثلاثاً وثلاثين, وتَحمَد ثلاثاً وثلاثين, وتُكَبِر ثلاثاً وثلاثين, وتَختِم المَائة بلا إله إلا الله وَحدَه لا شَرِيكَ لَه, لَهُ المُلك وله الحَمد وهو على كُل شيء قَدير, ثُم تَدعو ما شِئت إذا أردت.
أهم شَيء في الصلاة هو الخُشوع, والتَفَكُر في الآيات, والإطمِئنان, فأول ما يُسَأل عليه الإنسان هو الصلاة, فإن كانت كامِلة قُبِلَت وسائِر عَمَلِه, وإن كانت ناقِصة رُدَت وسائِر عَمَلِه.
وبهذا نكون قد اوضحنا لكم الطريقة الصحيحة للصلاة بشرح مُبَسط دون الدخول في التفاصيل الكثيرة للعلماء والفُقهاء, ونسأل الله أن يَتَقبل مِنا ومِنكُم صالِح الأعمال. ولا تَنسونا من صَالِح دُعائِكُم.
وفي هذا الفيديو شَرح كامل يُمكِنَكُم مُشَاهَدَته: